انتزع المنتخب الأسباني لكرة القدم بجدارة بطاقة تأهله إلى الدور الثاني (دور الستة عشر) لبطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا اثر فوزه على منتخب شيلي 2/1 يوم الجمعة في الجولة الثالثة الأخيرة من مباريات المجموعة الثامنة في الدور الأول للبطولة.
وأكمل منتخبا أسبانيا وشيلي عقد المتأهلين إلى الدور الثاني (دور الستة عشر) في البطولة حيث رفع المنتخب الأسباني رصيده إلى ست نقاط احتل بها صدارة المجموعة بفارق الأهداف أمام شيلي ليتأهل الفريقان سويا إلى الدورالثاني.
واستفاد منتخب شيلي من انتهاء المباراة الثانية في المجموعة بالتعادل السلبي بين منتخبي سويسرا وهندوراس حيث احتل المنتخب السويسري المركز الثالث برصيد أربع نقاط مقابل نقطة واحدة لهندوراس حيث أصبح الفريقين آخر الراحلين من البطولة في نهاية فعاليات الدور الأول.
وبذلك ، يلتقي المنتخب الأسباني في الدور الثاني مع نظيره البرتغالي صاحب المركز الثاني في المجموعة السابعة لتكون المواجهة الأوروبية الخالصة الثالثة في الدور الثاني بعد المواجهتين المرتقبتين بين هولندا وسلوفاكيا وألمانيا مع إنجلترا.
بينما يلتقي منتخب شيلي مع نظيره البرازيلي متصدر المجموعة السابعة في مواجهة أمريكية جنوبيةخالصة.
وانتهى الشوط الأول من المباراة بتقدم المنتخب الأسباني بهدفين سجلهما ديفيد فيا وأندريس إنييستا في الدقيقتين 24 و37 وفشل الفريق في زيادة رصيده من الأهداف رغم النقص العددي في صفوف منافسه بعد طرد اللاعب ماركو استرادا في الدقيقة 37 .
ورد البديل رودريجو ميار الذي لعب في الشوط الثاني بتسجيل هدف حفظ ماء الوجه لمنتخب شيلي في الدقيقة 47 .
جاءت بداية المباراة هجومية من جانب المنتخب الأسباني الذي سعى لتسجيل هدف مبكر يمنحه الثقة ولكن محاولات الفريق الهجومية لم تسفر عن خطورة فائقة في ظل افتقاد مهاجمه فيرناندو توريس للدقة في إنهاء الهجمات.
في المقابل ، واصل المنتخب الشيلي إجادته لطريقة اللعب التي يتميز بها حيث تكتل الفريق دفاعيا مع فقد الكرة واندفع بسرعة فائقة في الهجوم مع استحواذه على الكرة ونجح بالفعل في تشكيل خطورة فائقة على المرمى الأسباني ولكن حارسه المتألق إيكر كاسياس كان بالمرصاد لمحاولات شيلي.
وكانت أول فرصة في اللقاء في الدقيقة الرابعة عندما لعب تشافي هيرنانديز كرة طولية عالية لمسها توريس برأسه خلف جميع مدافعي شيلي ولكنه حولها بعيدا عن المرمى.
وسنحت الفرصة مجددا لأسبانيا في الدقيقة التالية اثر كرة طولية زاحفة ضغط فيها توريس على والدو بونسي مدافع شيلي ولكن الأخير أبعد الكرة في الوقت المناسب ليمنع توريس من الانفراد بحارس المرمى.
وشهدت الدقيقة السابعة هجمة خطيرة أخرى لأسبانيا ولكنها باءت بالفشل في ظل التكتل الدفاعي من منتخب شيلي.
ووجه الحكم المكسيكي ماركو رودريجيز الذي أدار اللقاء تحذيرا شفهيا إلى كلاوديو برافو حارس مرمى شيلي في الدقيقة التاسعة بسبب إضاعة الوقت.
بمرور الوقت ، بدأ منتخب شيلي محاولاته الهجومية وفرض أسلوب لعبه على مجريات المباراة. وأضاع مارك جونزاليس هدفا مؤكدا في الدقيقة العاشرة اثر تمريرة عرضية لعبها جان بيساجور من الناحية اليمنى وأطاح بها جونزاليس بعيدا عن المرمى وهو على بعد خطوات من كاسياس.
وسدد ماركو استرادا كرة قوية بعدها بدقيقتين ولكن كاسياس تصدى لها ببراعة.ولعيب أليكسيس سانشيز كرة ساقطة في زاوية صعبة في الدقيقة 14 ولكن كاسياس أخرجها إلى ضربة ركنية لم تستغل.
وأشهر الحكم ثلاثة إنذارات متتالية في غضون سبع دقائق بسبب توتر أعصاب اللاعبين وظهور بعض الخشونة وكانت من نصيب لاعبي شيلي جاري ميديل وبونسي واسترادا في الدقائق 15 و19 و21 على الترتيب.
وأسفرت المحاولات الهجومية لأسبانيا عن هدف التقدم المثير في الدقيقة 24 عن طريق ديفيد فيا الذي سجل الهدف الثالث له في البطولة.
وبدأت الهجمة بتمريرة طولية إلى توريس الذي انطلق بسرعة فائقة في الناحية اليسرى في حراسة المدافع الشيلي جونزالو خارا ولكن الحارس الشيلي كلاوديو برافو ارتكب خطأ فادحا بالتقدم كثيرا خارج منطقة جزائه لإبعاد الكرة وبالفعل أبعدها من أمام توريس ولكنها تهيأت أمام فيا الذي سددها مباشرة من مسافة أكثر من 40 مترا إلى داخل المرمى الخالي من حارسه.
منح الهدف لاعبي أسبانيا ثقة كبيرة فكثفوا من هجومهم لتعزيز تقدمهم وسنحت لهم الفرصة في الدقيقة 34 اثر ضربة ركنية قابلها المدافع جيرارد بيكيه المتقدم بضربة رأس ولكن الكرة ذهبت عاليا.
وارتدت الهجمة سريعا لمنتخب شيلي حيث انطلق جان بيساجور واخترق منطقة جزاء أسبانيا وسدد الكرة بقوة في اتجاه المرمى ولكن بيكيه لمس الكرة لتذهب إلى ضربة ركنية لم تستغل.
وواصل المنتخب الأسباني محاولاته الهجومية في الدقائق التالية وتغاضى الحكم عن احتساب ضربة جزاء صحيحة لتوريس في الدقيقة 36 عندما أسقطه أرتورو فيدال داخل منطقة الجزاء.
ولكن المنتخب الأسباني نال التعويض المناسب سريعا وبالتحديد في الدقيقة 37 اثر هجمة رائعة مرر على اثرها ديفيد فيا الكرة زاحفة من ناحية اليسار إلى زميله أندريس إنييستا المتواجد على حدود منطقة الجزاء فسددها اللاعب مباشرة في الزاوية البعيدة على يسار الحارس الشيلي إلى داخل الشباك لتكون الهدف الثاني للماتادور الأسباني.
وفوجئ الجميع بالحكم يشهر البطاقة الحمراء في وجه اللاعب الشيلي استرادا مدعيا عرقلته لتوريس على حدود منطقة الجزاء قبل الهدف مباشرة.
ورغم ذلك لم ييأس منتخب شيلي وحاول مبادلة المنتخب الأسباني الهجمات فيما تبقى من الشوط الأول ولكن هجمات الفريقين لم تسفر عن جديد لينتهي الشوط بفوز ثمين للماتادور الأسباني.
ومع بداية الشوط الثاني ، أجرى المدرب الأرجنتيني مارسيلو بييلسا المدير الفني لمنتخب شيلي تغييرين دفعة واحدة فلعب رودريجو ميار واتسيبان باريديس بدلا من مارك جونزاليس وخورخي فالديفيا على الترتيب.
وأسفرت التغييرات عن بداية هجومية قوية لشيلي في الشوط الثاني. وكافأ ميار مدربه بتسجيل هدف لشيلي في الدقيقة 47 حيث سدد الكرة من خارج حدود منطقة الجزاء مباشرة ولكن الكرة ارتطمت بقدم اللاعب الأسباني تشابي ألونسو وسكنت الشباك على يمين كاسياس.
استعاد المنتخب الأسباني توازنه سريعا وبدأ مرحلة البحث عن هدف الاطمئنان ولعب فيا كرة عرضية زاحفة في الدقيقة 52 أمسكها حارس مرمى شيلي بثبات.
وأجرى المدرب فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الأسباني تغييره الأول في الدقيقة 55 بنزول سيسك فابريجاس بدلا من توريس غير الموفق.
وشهدت الدقائق التالية عدة محاولات هجومية للمنتخب الأسباني حيث شكلت تحركات فيا خطورة فائقة على مرمى شيلي ولكن الدفاع ظل متماسكا وتصدى لكل المحاولات.
وكانت أبرز المحاولات في الدقيقة 62 ولكن بونسي أخرى من أمام فيا في التوقيت المناسب وأخرى أبعدها ماوريسيو إسلا في الدقيقة 64 من أمام فيا إلى ضربة ركنية لم تستغل.
ودفع بييلسا باللاعب فابيان أوريانا في الدقيقة 65 بدلا من أليكسيس سانشيز ليكون التغيير الثالث لشيلي.
كما دفع دل بوسكي باللاعب خافيير مارتينيز في الدقيقة 73 بدلا من تشابي ألونسو لتنشيط الأداء.
ورغم التغييرات التي أجراها المدربان ظلت النتيجة على حالها في ظل تراجع أداء الفريقين وغياب الخطورة عن هجمات الفريقين.