عزز المنتخب البرازيلي لكرة القدم موقعه في صدارة المجموعة السابعة بالدور الأول لبطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا اثر تعادله سلبيا يوم الجمعة مع نظيره البرتغالي في الجولة الثالثة من مباريات المجموعة.
وقدم الفريقان عرضا قويا خلال مباراة اليوم على استاد "موزيس مابيدا" في مدينة ديربان ، وكان المنتخب البرازيلي هو الأفضل في الشوط الأول ولكنه فشل في هز الشباك بينما تحولت الأفضلية للمنتخب البرتغالي في الشوط الثاني وفشل أيضا في ترجمة تفوقه إلى أهداف.
ورفع المنتخب البرازيلي رصيده إلى سبع نقاط بفارق ثلاث نقطتان أمام نظيره البرتغالي ليتأهل الفريقان سويا إلى دور الستة عشر في المونديال حيث يلتقي المنتخب البرازيلي مع الفريق صاحب المركز الثاني بالمجموعة الثامنة بينما يلتقي المنتخب البرتغالي مع متصدر نفس المجموعة.
وتأهل المنتخب البرازيلي إلى الدور الثاني قبل مباراة اليوم ولكنه كان بحاجة إلى نقطة التعادل لضمان الصدارة وربما تأثر أداء الفريقين بذلك حيث كان للحرص الدفاعي الأولوية.
ورافق المنتخب الإيفواري منتخب كوريا الشمالية إلى خارج البطولة علما بأن الأخير ودع البطولة فعليا قبل هذه الجولة. ولم يستفد أفيال كوت ديفوار من فوزهم 3/صفر في مباراة اليوم حيث كانوا بحاجة إلى الفوز بفارق كبير من الأهداف وهزيمة البرتغال أمام البرازيل.
وحافظ المنتخب البرتغالي على سجله خاليا من الهزائم للمباراة الثامنة عشر على التوالي حيث كان التعادل اليوم هو السادس له مقابل 12 فوزا في آخر 18 مباراة خاضها الفريق.
وتعود آخر هزيمة نالها الفريق إلى 19 تشرين ثان/نوفمبر 2008 وكانت أمام المنتخب البرازيلي بالذات حيث التقى الفريقان وديا وفاز راقصو السامبا 6/2 .
وكانت هذه المباراة هي آخر مواجهة بين الفريقين اللذين التقيا 18 مرة في الماضي كان للسامبا البرازيلية اليد العليا فيها حيث فاز الفريق 12 مرة مقابل أربعة انتصارات للبرتغال وتعادلين فقط ليصبح التعادل اليوم هو الثالث فقط بين الفريقين في 19 مباراة رسمية وودية.
تجدر الإشارة إلى أن مباراة اليوم كانت الثانية فقط بين الفريقين في بطولات كأس العالم. وكانت المواجهة الوحيدة السابقة في مونديال 1966 بإنجلترا حيث فاز المنتخب البرتغالي على نظيره البرازيلي 3/1 ليطيح به من البطولة التي خاضها للدفاع عن لقبه.
جدير بالذكر أيضا أن التعادل اليوم كسر حاجز انتصارات المنتخب البرازيلي في جنوب أفريقيا حيث فاز الفريق بجميع مبارياته التسع السابقة التي خاضها في هذا البلد وكان منها خمس مباريات في كأس القارات 2009 بالإضافة لمباراتين وديتين أمام منتخب جنوب أفريقيا (بافانا بافانا) في عامي 1996 و1997 ثم مباراتيه أمام كوريا الشمالية وكوت ديفوار في البطولة الحالية.
وافتقد المنتخب البرازيلي في مباراة اليوم جهود نجميه كاكا صانع ألعاب الفريق للإيقاف بعد طرده في لقاء كوت ديفوار والمهاجم إيلانو لإصابته في اللقاء نفسه.
وتفوق المدافع البرازيلي لوسيو على مواطنه الأسطورة بيليه في عدد المباريات التي خاضها ببطولات كأس العالم حيث كانت مباراته اليوم أمام البرتغال هي الخامسة عشر له في النهائيات.
وقال لوسيو إن التفوق على بيليه في عدد المشاركات أسعده ، رغم أن هدفه في البطولة الحالية هو إحراز اللقب مع المنتخب البرازيلي.
ولعب لاعب الظهير الأيمن السابق كافو أكبر عدد من المباريات مع المنتخب البرازيلي في كأس العالم ، حيث شارك في 20 مباراة خلال أربع بطولات بين عامي 1994 و2006 ، وقد أحرز اللقب مع المنتخب في عامي 1994 و2002 .
ويليه المهاجم رونالدو الذي شارك في 19 مباراة مع البرازيل في كأس العالم ، ثم كارلوس دونجا المدير الفني الحالي للمنتخب والذي لعب 18 مباراة للمنتخب في كأس العالم بين عامي 1990 و1998 .
وغاب عن صفوف المنتخب البرتغالي نجمه الشهير ديكو المولود بالبرازيل والذي لم يتعاف من الإصابة التي حرمته أيضا من اللقاء السابق أمام كوريا الشمالية.
وقدم الفريقان عرضا قويا وسريعا في الشوط الأول الذي كانت فيه الأفضلية النسبية للمنتخب البرازيلي حيث سنحت له أكثر من فرصة خطيرة فشل في ترجمتها إلى أهداف.
وإلى جانب المهارات الفردية والأداء القوي فنيا وبدنيا وخططيا من لاعبي الفريقين ، ظهرت بعض الخشونة من اللاعبين وأسفرت عن أربعة إنذارات للبرتغال وثلاثة للبرازيل.
ويبدو أن طرد كاكا في مباراة المنتخب البرازيلي مع كوت ديفوار كان درسا قاسيا لراقصي السامبا ولذلك لم يتردد الجهاز الفني للمنتخب البرازيلي في تغيير فيليبي ميلو قبل نهاية الشوط الأول خوفا من طرده بعد حصوله على الإنذار الأول وتوتر أعصابه.
فرض المنتخب البرازيلي سيطرته على مجريات اللعب منذ بداية المباراة حيث حاصر الفريق البرتغالي في وسط ملعبه معظم الوقت.
وكان لاعبو المنتخب البرازيلي هم الأفضل انتشارا والأكثر استحواذا على الكرة والأكطثر هجوما وخطورة على المرمى وسط تراجع واضح من المنتخب البرتغالي للدفاع والاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة التي لم تشكل خطورة حقيقية على المرمى البرازيلي.
رغم سيطرة المنتخب البرازيلي على مجريات اللعبة لم تشهد الدقائق الأولى العديد من الفرص الحقيقية.
وجاءت الفرصة الأولى في اللقاء في الدقيقة السادسة حيث سدد دانيال ألفيش الكرة قوية من خارج منطقة الجزاء ومرت الكرة إلى جوار قائم المرمى البرازيلي.
وتوالى الضغط البرازيلي على الدفاع البرتغالي بينما اعتمد لاعبو البرتغال على المرتدات السريعة ومن إحداها لعب رونالدو الكرة عرضية من ناحية اليسار في الدقيقة 15 ولكن الحارس البرازيلي جوليو سيزار تصدى لها بقبضة يده وأبعد الكرة.
ونال المهاجم البرازيلي لويس فابيانو إنذارا في الدقيقة 15 للخشونة مع بيبي في وسط الملعب.
وسدد ألفيش كرة أخرى قوية في الدقيقة 17 أمسكها الحارس البرتغالي إدواردو. وواصل المنتخب البرازيلي هجومه المكثف لكن دون خطورة.
ولم يتردد الحكم المكسيكي بينيتو أرشونديا ، الذي أدار اللقاء ، في إشهار البطاقة الصفراء في وجه المدافع البرازيلي جوان في الدقيقة 25 بعدما منع بيده الكرة من الوصول إلى البرتغالي دودا الذي كان في طريقه للانفراد بعد كرة طولية رائعة.
وطالب اللاعب البرتغالي دودا حكم اللقاء بإشهار البطاقة الحمراء في وجه جوان فلم يتردد الحكم في إنذاره هو شخصيا بسبب التدخل في قرارات التحكيم.
وسدد كريستيانو رونالدو قائد لمنتخب البرتغال الضربة الحرة ولكنها ذهبت عاليا.
وشهدت الدقيقة 30 فرصة رائعة للبرازيل عندما استغل نيلمار خطأ في التغطية الدفاعية البرتغالية حيث وصلت إليه الكرة خلف جميع مدافعي البرتغال وهو على بعد خطوتين من المرمى فسددها من زاوية صعبة ولكنها لمست الحارس ثم ارتدت من العارضة لتضيع الفرصة الخطيرة.
ورد المنتخب البرتغالي بهجمة سريعة في الدقيقة 31 لم يكتب لها النجاح بعد سقوط تياجو داخل منطقة الجزاء وحصوله على بطاقة صفراء بسبب ادعاء التعرض للعرقلة.
وسدد البرازيلي مايكون كرة قوية في الدقيقة التالية ذهبت خارج القائم. وراوغ نيلمار الدفاع البرتغالي في الدقيقة 37 وسدد الكرة قوية ولكنها ذهبت بعيدا.
وشهدت الدقيقة 39 هدفا ضائعا من البرازيل اثر كرة عرضية من مايكون قابلها لويس فابيانو بضربة رأس مرت إلى جوار القائم.
ونال البرتغالي بيبي إنذارا في الدقيقة 40 للخشونة مع فيليبي ميلو الذي نال بدوره إنذارا بعدها بثلاث دقائق للخشونة مع بيبي نفسه. وما بين الإنذارين ، سدد رونالدو كرة صاروخية زاحفة أمسكها الحارس البرازيلي في الدقيقة 41 .
ووسط توتر أعصاب ميلو والخوف من طرده ، أجرى المدرب كارلوس دونجا المدير الفني للمنتخب البرازيلي تغييره الأول في الدقيقة 44 بإخراج ميلو ونزول جوسوي.
وواصل الحكم المكسيكي إشهار بطاقاته الصفراء فكان الإنذار السابع في هذا الشوط من نصيب البرتغالي فابيو كوينتراو في الدقيقة 45 للخشونة مع دانيال ألفيش.
وأنهى البرتغالي دودا فعاليات الشوط الأول بتسديدة من مسافة بعيدة مرت خارج القائم لينتهي الشوط بالتعادل السلبي.
وبدأ المنتخب البرتغالي الشوط الثاني مهاجما ولكن الدفاع البرازيلي كان متماسكا فلم تشكل الهجمات البرتغالية أي خطورة ومنها التمريرة الطولية التي تلقاها رونالدو في الدقيقة 48 وحاول بها اختراق منطقة الجزاء وتمرير الكرة من ناحية اليسار ولكن المدافع البرازيلي لوسيو تدخل في الوقت المناسب وأبعد الكرة من أمامه.
وسدد رونالدو الكرة صاروخية من ضربة حرة في الدقيقة 53 وحاول زميله بيبي تحويلها بعقب قدمه في زاوية بعيدة عن الحارس البرازيلي ولكنها علت العارضة.
ودفع المدرب كارلوس كيروش المدير الفني للمنتخب البرتغالي بلاعبه سيماو سابروسا في الدقيقة 54 بدلا من دودا لتنشيط الأداء الهجومي للفريق.
وعاد المنتخب البرازيلي لأجواء المباراة سريعا حيث سدد ميشيل باستوس كرة قوية من مسافة بعيدة ذهبت خارج المرمى ثم تصدى الحارس البرتغالي لتسديدة خطيرة من فابيانو.
وتصدى جوليو سيزار لكرة قوية في الدقيقة 58 اثر تسديدة رائعة من سيماو.
وشهدت الدقيقة 60 هجمة خطيرة للبرتغال حيث انطلق رونالدو من الناحية اليمنى في حراسة لوسيو الذي حاول إبعاد الكرة من أمامه فلعبها عرضية عن طريق الخطأ إلى راؤول ميريليس المندفع من الخلف ولكن تدخل سيزار في الوقت المناسب أنقذ الموقف لتخرج الكرة بجوار القائم. وسقط سيزار مصابا وتلقى العلاج قبل استئناف المباراة.
ودفع كيروش بلاعبه بدرو مينديز في الدقيقة 64 بدلا من بيبي.
وأرهق رونالدو وميريليس وسيماو الدفاع البرازيلي بكثرة التحركات وكذلك التمريرات المتقنة الخطيرة.
ووضح تراجع أداء المنتخب البرازيلي في هذا الشوط فلم تكن له خطورة كبيرة على الدفاع والمرمى البرتغالي.
وشهدت الدقيقة 77 فرصة خطيرة للبرتغال اثر انطلاقة رائعة لسيماو من ناحية اليسار ثم تمريرة عرضية قابلها رونالدو بتسديدة مباشرة في حراسة المدافع البرازيلي جوان ولكنها ذهبت بعيدا.
ولعب راميريس في المنتخب البرازيلي بداية من الدقيقة 82 بدلا من جوليو باتيستا. كما لعب ميجيل فيلوسو بدلا من ميريليس في المنتخب البرتغالي في الدقيقة 84 .
وفشلت المحاولات الهجومية الهزيلة من الفريقين في تعديل النتيجة خلال الدقائق الأخيرة من اللقاء لينتهي بالتعادل السلبي الذي خدم الفريقين.